logo

الأخبار

الأخـــــــبار

ندوة النزوح القسري وتحديات التنمية في القارة الإفريقية
تحرير:  رنا احمد فاروق

 

 -مفهوم النزوح القسري، أسبابه

-الفرق بين مفهومي النزوح القسري والطوعي

-أثر النزوح القسري على التنمية في افريقيا

-العوامل غير المطروقة

-الجهود الدولية والإقليمية لمواجهة الظاهرة

 استهلت د/هالة الرشيدي مدير مركز البحوث والدراسات السياسية وحوار الثقافات تلك الندوة بتوجيه الشكر للأستاذة حنان علي القائم بأعمال العميد، السفيرة نميرة نجم مدير المرصد الافريقي للهجرة والمستشارة القانونية السابقة للاتحاد الافريقي، والأستاذة اماني الطويل خبير الشؤون الافريقية بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ومن ثم شرعت في الحديث عن موضوع الحلقة الثقافية وهو النزوح القسري والتحديات التي يشكلها على ظاهرة التنمية في القارة الافريقية والتي تشهد زيادة في اعداد النازحين قسرا لأسباب مختلفة منها المرتبط بالصراعات المسلحة، انتشار التنظيمات الإرهابية، او ندرة الموارد، كما أشارت الي أهمية التفرقة بين مفهوم النزوح القسري والهجرة غير الشرعية، بالإضافة الي الاختلاف بين المركز القانوني للنازح داخليا المهاجر غير النظامي والسياسات الدولية في هذا المجال و دور المرصد الافريقي في مواجهة النزوح.

ثم انتقلت الكلمة للدكتورة حنان والتي عرفت النزوح القسري بكونه حالة من الظروف القاسية التي تجبر الافراد على ترك منازلهم إما بسبب الصراعات المسلحة، الكوارث الطبيعية او أي سبب اخر، والتي ينتج عنها تعرض النازحين لمزيد من المخاطر والصعوبات في إيجاد مأوي آمن ،توفير الاحتياجات الأساسية من ماء، غذاء ورعاية صحية، لهذا تعتبر تلك القضية من اكثر القضايا إلحاحا في العالم، وفي ذلك الصدد أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنه من المرجح وصول عدد النازحين واللاجئين جراء الحروب والاضطهاد والعنف الي ١١٤ مليون شخص في ٢٠٢٣، وقد كانت اهم أسباب النزوح في النصف الأول من عام ٢٠٢٣ الحرب في أوكرانيا، السودان، الكونغو الديمقراطية، انعدام الامن في الصومال، وغيرهم، اما بالنسبة للقارة الافريقية، فتشكل تلك الظاهرة تهديدا لعملية التنمية بطريقتين: أولهما تحويل مسار كم هائل من الموارد التي تنفق على النزوح القسري بدلا من تخصيصها لتحقيق اهداف التنمية المستدامة، وثانيهما الإمكانيات البشرية المهدرة حيث استنزاف الأشخاص ذوي المهارات العالية في البحث عن الماوي والمسكن الامن بدل من الاستفادة من مهاراتهم، لذلك يتوجب إيجاد حلولا غير تقليدية لمواجهة هذه المشكلة.

ثم قامت السفيرة نميرة نجم بالتعقيب على فكرة النزوح الداخلي والنزوح الدولي مشددة على ان النزوح القسري يتضمن وجود أسباب قهريه أجبرت الأشخاص على النزوح كما اشارت الي أهمية التفرقة بينه وبين النزوح الطوعي لذلك يتم استخدام مصطلح الهجرة غير النظامية وليس الهجرة غير الشرعية لان استخدام ذلك المصطلح الخاطئ يعد قتلا لمواثيق القانون الدولي الانساني الذي كفل حق الهجرة والانتقال للجميع اما بالنسبة للتنظيم الخاص بدخول الدول فيستمد من القوانين الوطنية، كما علقت ان٨٠٪ من المليون وأربعة عشر شخصا هم نازحين داخليين وليسوا نازحين عبر الحدود، وتحدث علي ان الحروب تشكل السبب الأهم وراء عمليات النزوح، ثم تطرقت الي غزة - لكونها على حدود دولة افريقية - والتحديات التي تواجه المواطنين بصدد مشكله النزوح القسري والذي يبلغ عددهم ١.٩ مليون نازحا داخليا، كما اشارت الي دول الساحل الافريقي التي تشهد تحرك داخلي وتحرك بين الدول كالكونغو الديمقراطية، السودان، افريقيا الوسطي، بوركينا فاسو فضلا عن دول الجنوب التي تشهد عدم استقرار ليس فقط بسبب النزاعات ولكن أيضا التغيرات المناخية التي تؤدي الي الهجرة من الريف او حتى الأماكن الساحلية الي المدن ومن ثم العيش في مناطق غير آمنة او مؤهلة، كما تحدثت عن ظاهرة الإرهاب في مالي، نيجيريا، موزامبيق والتي تعد بمثابة تهديدا لأمن القارة، وأشارت الي ان دور المرصد الافريقي يتكمن في رصد و تحليل تلك الظواهر للمساهمة في حلها عن طريق صنع سياسات لوضعها كاقتراحات امام متخذ القرار في الاتحاد الافريقي.

اما بالنسبة لكلمة الأستاذة اماني الطويل، فجاءت تدور حول ثلاث نقاط وهم: أولا العوامل غير المطروقة في مسالة النزوح القسري، ثانيا التحرك الإقليمي والدولي تجاه هذه الظاهرة، وأخيرا التوصيات. بالنسبة للعوامل غير المطروقة فتتمثل في تمتع بعض التنظيمات الإرهابية بحواضن شعبية مثل بوركينا فاسو، وبوكو حرام في نيجيريا مما يضعف من فاعلية وقدرة الدول والقوي الدولية في التصدي او المواجهة، أيضا فكرة حالة الدولة الوطنية والتي تم تصميم حدودها بطريقة تجعلها دول غير مستقرة وذلك عن طريق عدم مراعاة مؤتمر برلين للواقع المحلي وطبيعة الجغرافيا القبيلة او الاجتماعية مما نتج عنه ١١١ خلافا حدوديا في القارة، كذلك فكرة طبيعة الثقافات والتي غالبا تعتمد على كون الأراضي ملك الافراد وليست ملك الدولة وبالتالي فالاعتداء على تلك الأراضي يمثل اعتداء على القبيلة وبالتالي يتسبب في حالة من عدم الاستقرار مثل مشكلة دارفور في السودان عام ٢٠٠٣ والتي نتج عنها صراعا مسلحا، وأشارت بصفة عامة الي ان ثقافة الصراعات المسلحة في افريقيا تتسم بالعنف حيث تتضمن القتل والنهب واغتصاب النساء، كما تحدثت عن آخر عامل في العوامل غير المطروقة وهو الموارد كالأراضي الغنية بالذهب مثلا والتي تصبح موردا يتم الصراع عليه. اما فيما يتعلق بالتعامل الإقليمي والدولي والمسؤولية المشتركة إزاء القضية، فقد اشارت الي أهمية الرصد كخطوة أولية من شانها ان تنتج سياسات تساعدنا في حل المشكلة، وفي ذلك الاطار تحدثت عن نقطة مضيئة وهي ما سميت بمسار روما التي تم طرحها من قبل إيطاليا والتي أفادت الى استحالة القضاء على الهجرة غير النظامية إلا عن طريق جعل افريقيا قابلة للحياة، كما تحدثت عن دور سياسات التنمية المحلية والى أي مدى تتجه نحو الاستثمار في البشر، وأخيرا ختمت بالإشارة الي دور مصر الرائد في وضع سياسات التكامل والاندماج مع الدول الافريقية.