logo

الأخبار

الأخـــــــبار

دمج ذوي الإعاقة وإشراكهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة
تحرير:  سلمى البخارى

 

            في الثامن والعشرين من نوفمبر 2023، وفي حرم كلية الاقتصاد والعلوم السياسة، عقد مركز البحوث والدراسات السياسية بالتعاون مع المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة حلقة نقاشية في قاعة ساويرس. كانت حلقة ذات أهمية كبيرة، وعنونت "دمج ذوي الإعاقة وإشراكهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة".

شارك في الحلقة عدة أسماء بارزة في الكلية بالإضافة إلى ضيوف موقرين متخصصين في إشراك ذوي الإعاقة. أدارت الحلقة دكتور هالة أحمد الرشيدي، أستاذ مساعد العلوم السياسية والقانون الدولي ومديرة مركز البحوث والدراسات السياسية. أما بين الحضور والمتحدثين الرئيسيين، شاركت دكتور إيمان كريم، المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، بجانب دكتور غادة حلمي، مدير تحرير دورية دراسات حقوق الإنسان بالهيئة العامة للاستعلامات. شارك أيضا دكتور إبراهيم المنشاوي، مدرس العلوم السياسية ومدير وحدة الاستشارات والدعم الطلاب بالكلية. أخيرا شاركت دكتور مرة البلتاجي، وكيل الكلية لشؤون الدراسات العليا والبحث العلمى.

بدأت دكتورة مروة الحوار بتقديم المتحدثين الضيوف، ونوهت على أهمية الحلقة النقاشية، ومن ثم دعت دكتورة هالة لتتولى دفة الحديث.

بدأت الحلقة مع دكتورة إيمان، رحبت بالضيوف ووضحت أن المصطلح "ذوي الإعاقة" هو المصطلح الرسمي من الجانب القانوني، وأنها ليست كلمة مهينة كما قد تبدو لبعض. ذكرت بعد ذلك كل الخطوات الإيجابية التي اتخذت لتمكين ذوي الإعاقة في مصر وفقا لدستور 2014، والمبادرات والاتفاقيات الجديدة التي وقعتها مصر لإشراكهم في، ليس فقط المجتمع ولكن فى أماكن العمل بين بيئات أخرى. دكتورة إيمان ذكرت قانون الأمم المتحدة نحو الإعاقة والتنمية في 2019، وكيف حدد نسبة ذوي الإعاقة حول العالم وكيف يمكن أن يشاركوا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وضحت أيضا التحديات التي تواجه الدمج الاجتماعي والاقتصادي لذوي الإعاقة في نطاقات مختلفة، وأكدت أن الإعاقة ليست دائما ما يمنعهم، لكن المجتمع المعيق الذي يعيشون فيه، والذي يتكون كنتيجة للتلوث، نقص التعليم وخدمات الرعاية الصحية بين عوامل أخرى. أكدت أيضا حقيقة أن ما يميز جهود مصر هو إرادتها السياسية المصممة على تحقيق أعلى درجات الدمج لذوي الإعاقة، وأن الإرادة السياسية يدا بيد مع مجتمع مدني نشط سيجعلان مصر غير قابلة للانهزام. أيضا، المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة هو منظمة مستقلة في مجتمع مدني يهدي لحفظ كرامة ذوي الإعاقة ومحاولة إشراكهم في الاستراتيجيات والخطط التي وضعت ل14 من 17 هدف للتنمية المستدامة. المجلس يعمل وفقا للقانون والاتفاقيات التي وقعتها مصر. دكتورة إيمان قدمت أيضا طرقا لمساعدة زملائنا من ذوي الإعاقة، من بينها برنامج "دايزي" الذي يحول المنهج الدراسي للكلية من كلمات مكتوبة إلى محتوى صوتي ليساعد زملائنا الكفيفين. هذه المبادرة كانت تعاونا بين المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة وجامعة القاهرة. سألتُ الدكتورة شخصيا حول طريقة التطوع لهذه المبادرة، وأخبرتني أن المعلومات المطلوبة للمشاركة ستكون متاحة بمكتب دكتورة هالة.

انتقالا إلى دكتورة دينا، قدمت لنا عرضا باستخدام "باوربوينت" استعرض كل المواثيق، المؤتمرات، والفقرات الدستورية والقوانين، التي تعترف بالحقوق الواضحة لذوي الإعاقة. بدأت بتحديد نسبة ذوي الإعاقة بمصر تحديدا، وتقسيمهم من حيث الجنس والقدرة على العمل. أكدت أن الثالث من ديسمبر هو اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، ومدى أهميته لذوي الإعاقة، لزيادة التوعية بحقوقها وبأنهم كنز مصر الحقيقي. ذكرت أيضا أهم الفقرات الدستورية التي تناقش حقوقهم الصحية، الاقتصادية، الاجتماعية، والرياضية. تحدثت أيضا دكتورة دينا عن القوانين الرادعة التي تعاقب التنمر، لأنه مسبب حقيقي لمنع نجاح ذوي الإعاقة. ينص القانون على أن المتنمرين يتم معاقبتهم بالسجن لعامين على الأقل بالإضافة إلى عقوبة مالية لا تقل عن خمسين ألف جنيها مصريا. وكنموذج محفز لذوي الإعاقة، تحدثت دكتورة دينا عن رحمة طارق، المقدمة التليفزيونية الشهيرة، والمصابة بمتلازمة داون، وكيف أنه من الممكن حقا لذوي الإعاقة أن يحققوا أحلامهم بالإرادة القوية والتحفيز. شددت أيضا على أن الرئيس يمنح كامل الدعم لقضيتهم، وأنه يرى ذوي الإعاقة كأولوية في سياساته التي يقترحها وينفذها. أشارت أيضا إلى أن قانون الخدمة المدني وكيف أن ذوي الإعاقة يسمح لهم بتولي مناصب قيادية إذا كانوا مؤهلين لها.

 

بعدئذ بدأ د/إبراهيم فى الحديث، فقد بدأ بمدح فكرة وأهمية الحلقة النقاشية وكيف أنه مهم للطلاب ذوي الإعاقة أن يشعروا بالدعم من قبل كُليتنا. ثم تحدث عن تأسيس وحدة الاستشارات والدعم الطلابي فى ٢٠١٦ وأكد على الطرق التى ساعدت وما زالت تساعد بها الوحدة هؤلاء الطلاب. شكر د/إبراهيم زملاءه العاملين بالوحدة وجهودهم لجعل حياة الطلاب أكثر سلاسة. لدى الوحدة قاعدة بيانات تسجل بها كل الطلاب ذوى الإعاقة من حيث نوع الإعاقة، كيف تتم امتحاناتهم، إذا كانوا بحاجة إلى مرافق خلال اليوم او فى الامتحانات وبعدها تنسق الوحدة مع أساتذة المواد والمدرسين المساعدين بخصوص تلك الاحتياجات. وفقا لقرار مجلس شئون الطلبة، والمصدق عليه من مجلس الكلية في أكتوبر 2022 لتسهيل عملية الامتحان لذوي الإعاقة. الكلية تنسق أيضا مع مؤسسات أخرى بخصوص شئون الطلبة، كقاعة طه حسين بالمكتبة المركزية، وأيضا مركز جامعة القاهرة للخدمة ودعم ذوي الإعاقة، حول استخدام الالكترونيات والوسائل الأخرى كالتابلتس التي توفرها الكلية لذوي الإعاقة. دكتور إبراهيم تكلم أيضا حول التنسيق مع مركز المعلومات ودعم القرار بخصوص برنامج "نور" الذي يعملون على صنعه لتوفير المناهج بصيغة مناسبة لذوي الإعاقة. التعاون مهد الطريق للمتطوعين من الطلبة الذين يودون أن يقدموا المساعدة لزملائهم. الوحدة توفر أيضا كراسي متحركة، سماعات حديثة، وأجهزة مكبرة، بين أدوات أخرى، لكن يعتمد توافرها على التبرعات المقدمة. بجانب الإعفاء من المصاريف الدراسية، توفر الكلية أيضا معلومات بعض الطلبة الغير قادرين ماديا لبعض الجمعيات الخيرية.

بعد ذلك، فتح الباب للأسئلة من الطلبة والحضور بخصوص ما كان يقول، وكان المتحدثون مرحبين جدا لكل الاقتراحات والأفكار التي قد تساعد لتطوير جهود الكلية تجاه الطلبة ذوي الإعاقة، ونحو دمجهم، وإشراكهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.