logo

الأخبار

الأخـــــــبار

الشباب و تحديات المستقبل
تحرير:  يوسف موسي

 

شهد يوم الثلاثاء الموافق 21 من نوفمبر لعام 2023 بمدرج زكي شافعي بمبني كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة حوار هو الفريد من نوعه و ليست محاضرة تجمع بين الأستاذ الدكتور علي الدين هلال - وزير الشباب و الرياضة  الأسبق و أحد أبرز المبدعين في العلوم السياسية في مصر و الوطن العربي و عميد سابق لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة - و بين أعضاء هيئة التدريس و أكثر من 350 طالب وطالبة من أبناء الكلية في حلقة بعنوان " الشباب و تحديات المستقبل". رحبت الدكتورة حنان علي القائمة بأعمال عميد الكلية بالدكتور علي الدين هلال بدأت حديثها عن بعض النقاط المميزة التي قدمها الدكتور علي طوال فترة عمادته للكلية – فترة العصر الذهبي - وكان من أبزرها ( يوم التفوق – نماذج المحاكاة – فترة النشاط داخل الكلية ) كلها إنجازات تم تنفيذها لأول مرة .

بدأ الدكتور علي حديثه بالدعاء أن ينصر الله أهل فلسطين في انتفاضة غزة الأخيرة سائل المولي عز وجل أن يغفر لهم و أن يشفي المصابين . و أن للشباب العربي وخاصة طلاب اقتصاد وعلوم سياسية دور في هذه المرحلة ، رافضاً تماماً فكرة الصمت و عدم إبداء الرأي و التغيير .

 استكمل الدكتور علي حديثه عن الكلية متحدثاً عن أسماء بعض القاعات داخل الكلية التي لها أسماء عمداء سابقين ، يدعو الطلاب إلي أهمية الإلمام بتاريخ الكلية لكي تزداد قيمة الحب و الانتماء للكلية ، كلية أعطت الكثير للدولة المصرية منذ عام 1960 حتي الآن في العديد من المجالات في مختلف الوزارت و كل فروع الدولة المصرية ، حتي أنه في معظم الأحيان تجد خريجين الكلية في السفارات المصرية بالخارج  ، حتي أنه في المحور السياسي – الذي يضم 12 فرد - داخل الحوار الوطني ، نصف من أدار المحور السياسي لمصر كلها هم من أساتذة الكلية .

أما فيما يتعلق بعنوان الحلقة و التركيز علي الشباب و التحديات التي تواجههم ، ركز الدكتور علي علي ثلاثة عناصر أساسية هما ( التعليم – التنمية – التشاركية ) و وضح الدكتور علي وجود خيط يجمع بين العناصر الثلاثة .

التعليم و قيمته ، التعليم ليس فقط معلومات و إنما أهمية هذه المقررات تكمن في طريقة التفكير ( كيف أفكر ) إتباع الأسلوب العلمي في التفكير ، أن يكون هناك نهج منطقي في تحليل الأمور . و أسلوب التحليل هو القيمة الباقية من أي عملية تعليمية ، مشاركة الطلاب في المحاضرات بالتعليق و إبداء وجه النظر في موضوع معين يكون ذلك هو التعليم الجيد .

يسهم التعليم في بناء الشخصية الإنسانية المتكاملة ، فالتخصصات داخل الكلية مرتبطة بعضها البعض . حيث أن الاقتصاد هو عبارة عن مجموعة من القرارت يقوم السياسيون باتخاذها . تمشي الشعوب على بطونها ، فالاقتصاد هو المهمة الأولي للحاكم . أيضا لابد أن يكون هناك فهم للإحصاء ، والإدارة الحكومية ، وإدارة الدولة، واستخدام الحوسبة و التعامل مع الإنترنت .

التعامل و التفاعل و المشاركة مع الآخرين يساهم كلا منهما في تكوين شخصية الإنسان ، وبالإطلاع علي وجهات النظر الأخري . فالكلية بمثابة البوابة التي تساعد الطلاب علي الدخول في مُعترك الحياة ، تُتيح الكلية كافة مصادر المعرفة إلي حتي قدر الاستفادة من أعضاء هيئة التدريس ثم يأتي بعد ذلك قرار الفرد وهو المشاركة .

أما المصطلح الثاني و هو التنمية . هناك تنمية سياسية ، اقتصادية ، اجتماعية . وهما ثلاثة جوانب من حقيقة واحدة ، وجوه مختلفة من عملة واحدة . يتكون المجتمع من ( ثقافة – اقتصاد – سياسية ) ، عندما يتقابل هولاء الثلاثة عناصر فيتم تحقيق التنمية ، وعندما تستمر لفترة طويلة فتُسمي التنمية المستدامة . لا يمكن تحقيق تنمية مستدامة من دون المشاركة الشعبية ، وبدون انخراط المواطنين خاصة في القري الصغيرة ، حيث يتحول المواطنين من مُتلقين التنمية إلي مشاركين في صنعها و مراقبين في تنفيذها ، مُقيميين لأدائها.

تتحقق التنمية المستدامة عن طريق تعليم المرأة ، تتقدم المجتمعات على قدم واحدة بتعليم المرأة وهناك الكثير من الأمثلة ( أمريكا ، الصين ، البرزايل ، الأرجنتين ) فهناك دور كبير للمرأة .

فيما يتعلق بالمصطلح الثالث و الأخير ( التشاركية )  ، السياسية التشاركية ، الاقتصاد التشاركي ، الموازنة التشاركية ، التخطيط التشاركي . كلها مصطلحات تعتني بعملية الإشراك ، و مشاركة القاعدية ولا يعني ذلك أعضاء البرلمانات وإنما إشراك الناس في القرارت التي تمس حياتهم ، كلما شارك الناس ، كلما زاد الحرص عليها و الحفاظ عليها و تصحيح الأخطاء بداخلها .

عملية التعليم هي عملية مستمرة ، إذا توقف الإنسان عن التعلم فقد مات ، وبالتالي تتحقق التنمية بالتعلم ، جوهر الفكرة هي التشاركية عن طريق المشاركة يتم تحقيق إنسانية الإنسان  ، معرفة الإنسان لذاته نقاط القوة و الضعف لكي يعمل علي تطويرها و تنمية المهارات الخاصة به ، من خلال هذه المشاركة يتم تحقيق الذات.

في الختام ، أكد الدكتور علي على وجود اختلافات بين الأجيال و على كل جيل أن يختار لأنه يتأثر بالبيئة و السياق الذي نشأ فيه . الحكمة هي تواصل الأجيال عن طريق نقل الخبرات بين مختلف الأجيال . يجب على الجيل الحالي التواصل مع الأجيال السابقة ، والمشاركة في تحسين أوضاع الوطن من خلال المشاركة الإيجابية من كل فرد بالقدرات التي يمتلكها ، على الفرد المشاركة للتنمية – للتعبير عن الذات – لتقدم المجتمعات و تحقيق التغيير.