logo

الأخبار

الأخـــــــبار

تنظيم كلية الاقتصاد والعلوم السياسية لندوة عن دور القوات الجوية في حرب أكتوبر (التحديات والبطولات)
تحرير: رودينة نادر- الفرقة الرابعة- علوم سياسية

 

 لطالما مازلنا في شهر أكتوبر، شهر النصر، والعزة والكرامة. في يوم الثلاثاء، الموافق الرابع والعشرين من أكتوبر، قامت كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بتنظيم ندوة بعنوان "دور القوات الجوية في حرب أكتوبر (التحديات والبطولات)"، وذلك تحت رعاية رئيس الجامعة أ.د/ محمد عتمان الخُشت، والقائم بأعمال عميد الكلية أ.د/ حنان محمد علي.

كان المتحدث الرسمي للندوة، هو لواء طيار. أ.ح. دكتور/هشام الحلبي، مستشار الأكادمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، والمعقب على الندوة الدكتور د/رامي مجدي، مدرس بقسم العلوم السياسية بكليتنا المميزة.

وأُفتتحت الندوة بكلمة من الدكتور رامي مجدي، وقام بتقديم اللواء طيار. أ.ح. دكتور/هشام الحلبي، ومن ثم قام دكتور هشام بالتحدث عن نصر أكتوبر سنة 1973، وعن مدى وجود عديد من التحديات والصعوبات التي واجهت قوات الجيش المصرري، وخاصة القوات الجوية.

قام دكتور هشام الحلبي في بداية حديثه بسؤال في غاية الأهمية ألا وهو: ما الذي يمكن أن يستفاد منه طلاب كلية الاقتصاد والعلوم السياسية من هذه الندوة، خاصة أنها تتعلق بحرب أكتوبر والتحديات التي واجهتها القوات الجوية، أي ما الاستفادة من حرب أكتوبر 1973؟ فسوف نتعرف على إجابة هذا السؤال من خلال ما تم مناقشته في الندوة.

بدأ دكتور هشام بعرض العديد من التحديات الجسيمة التي واجهت القوات الجوية المصرية بعد الهزيمة في حرب 1967، حيث وضح لنا الشكل العام للقوات الجوية بعد67، وعن مدى الغضب من إتخاذ أرض سيناء من قبل الأحتلال الإسرائيلي. ومن ثم، الحديث عن الطيارات المصرية التي تم ضربها من قبل إسرائيل، فقد كانت الطائرات مدمرة على الأرض وتحتاج إلى مايسمى بالدشم. حيث أكد دكتور هشام الحلبي على ضعف الطائرات الجوية وهي على الأرض، وأنها بمجرد أن تكون في السماء فأنها سلاح قوي.

كان المصريون في حالة من التحديات، كخروج القوات مهزومة من حرب 67، ونقص في الدشم لحماية الطائرات على الأرض، وقواعد جوية ومطارات مدمرة، ونقص شديد في الطياران والأطقم. ووضح اللواء طيار أركان حرب على إصرار القوات الجوية على إعادة بناء القوات الجوية من جديد، مما أظفر عن وجود تحديات عديدة ومنها محاولة قوات الجيش والقوات الجوية العمل بأسلوب علمي، مع الضغط في الوقت. وذلك يعني أن القوات عملوا على ضغط الوقت والعمل في فترات قليلة، مما أشار دكتور هشام أن طول الوقت لا يجدي بالنفع. وقد أشار اللواء ونصح عدة مرات عن البحث عن الأسلوب العلمي لحل أي مشكلة مع ضغط الوقت.

وأشار ايضًا إلى الظروف الصعبة التي شهدها الجيش المصري، من ظروف سياسية، فمصر مهزومة أمام العالم، وعدم وجود مساندة عسكرية لمصر، وظروف اقتصادية من حيث التكلفة العالية للطيارات والمعدات، وعسكرية حيث كان هناك حرب الاستنزاف ما بين الحربين; حرب 1967 و1973. بالإضافة إلي قوة العدو وقدرته على الوصول للعمق.

ومن هنا نجد النصيحة الثالثة من الدكتور هشام الحلبي، ألا وهي عدم الانكسار بسبب التحديات والظروف الصعبة التي تحيد بنا. وقد أشار على عدم إنكسار القوات الجوية المصرية، والدليل على ذلك، هو قيامهم بالتدريب على طائرات الجيل الأول والثاني –بالرغم من استخدام العدو لطائرات الجيل الثالث-، والعمل على تقليص أزمة عدد الطائرات، التحدي لإنشاء مطارات جديدة في القواعد والممرات.

وأشار دكتور هشام، أن القوات الجوية كانت تستخدم طائرات ميج-17، وميج-21، وسوخوس-7 (من الجيل الأول والثاني) وفي المقابل تستخدم إسرائيل الفانتوم، وسكاي هوك، وميج-3، وهذه الطائرات لديها استشعار على عكس الطائرات المصرية. ولكن بالرغم من كل ذلك أشار اللواء على نجاح القوات المصرية الجوية من استخدام طائرات الجيل الأول والثاني بشكل علمي ومتمكن، وبذكاء.

وأشار أن جميع عناصر المقارنة كانت لصالح إسرائيل، مما أكد الغرب على ذلك، حيث أكد الأتحاد السوفيتي أن مصر ستخسر كل القوات الجوية ولن تدمر أكثر من 30 إلى 35% من الأهداف، والخسائر ستكون من 40 إلي 45%.

وفعليًا على أرض الواقع، حققت مصر 95% من الأهداف مقابل 5% فقط من الخسائر. وذلك، يرجع إلى البحث والأسلوب العلمي المستخدم مع الضغط في الوقت وعدم إنكسار القوات الجوية وعدم قديسيتهم للغرب وعدم تصديق آرائهم.

وسلط اللواء هشام الحلبي الضوء على أكبر معركة جوية ألا وهي معركة المنصورة التي دامت 53 دقيقة. وزعم اللواء على أن الإنسان هو أساس معادلة النجاح وليس الإمكانيات. وأكد على إن نقص الإمكانيات ليس عائقًا للنحاج بل إنه حافزًا للإبداع والوصول إلى ما نحلم بيه.

خلال الندوة، أكد لنا الدكتور هشام على أن المقاتل هو الأساس في معاجلة القوة العسكرية، وقمنا مستمتعين بسماع جزء صغير من خطاب السادات والسيسي للتأكيد على بسالة الجيش المصري المقاتل. ففي خطاب السادات، أبرم السادات قائلًا: "أصبح الجيش المصري درع وسيف"، وفي المقابل أبرم السيسي قائلًا: "الجيش المصري قادر على أن يفعلها في كل مرة".

في نهاية خطاب اللواء الدكتور هشام الحلبي، أتى لنا بنصيحة رابعة، قائلًا: "القوة الحقيقية نبدأ من المعرفة." فلابد من وجود معرفة حقيقية كاملة لدى المقاتل وإحترافية في الأسلوب العملي مع عدم قدسية الغرب، والإيمان بأن المقاتل هو معادلة النجاح.

وفي نهاية الندوة، تركا أ.ح. دكتور/هشام الحلبي، ود/ رامي مجدي فرصة لطرح الأسئلة من قبل الطلاب المحاضرين. وكان هناك العديد من التفاعل والأسئلة، ومن أهمها:

1.    تقوم أوكرانيا بمحاربة روسيا بدون غطاء جوي، هل هذا يمكن أن يؤثر عليها؟

لبى اللواء طيار أركان حرب هذا السؤال قائلًا أن أوكرانيا حاليًا تدفع الثمن من خلال الضرب عليها. وأكد على ضرورة العلم العسكري، وإتقان الأسلوب العلمي.

2.    هل من الطبيعي من يكون هناك أخطاء ضرب، كما هو اليوم تعرض بعض عناصر المراقبة الحدودية المصرية مع غزة لإصابات طفيفة بعدما أصيب أحد أبراج المراقبة بشظايا قذيفة من دبابة إسرائيلية عن طريق الخطأ؟

قام الدكتور بالرد على هذا التساؤل قائلًا أنه من الطبيعي أي يكون هناك خطأ في الضرب أثناء أي الحرب. وذلك بسببب الضرب العشؤائي الذي تقوم به إسرائيل، وإن هناك العديد من الإجراءات والتحقيقات في الأمر والمراقبة ايضًا، للتأكد من أن هذا الضرب كان خاطئًا بالفعل.

3.    لماذا لم نؤجل حرب أكتوبر للإستعداد الكامل لها، فبدلًا من أن تكون في عام 1973، يمكنها أن تكون في 1975 على سبيل المثال؟

عقب دكتور هشام على هذا السؤال، بـأنه ليس من مصلحة مصر أن تنتظر، وذلك بسبب هزيمة مصر في 67، فضلًا عن دعم الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل. بالإضافة إلى خوف المصريين من تكوين وبناء مستوطنات في سيناء، مما سيؤدي إلي العديد من المشاكل. فمن مصلحة مصر إتخاذ قرار الحرب، وفي أسرع وقت.

وعقب الدكتور رامي قائلًا أننا في فترة حساسة للغاية، سياسًا وعسكريًا، ولابد من التأكد من مصادرنا، والمقالات التي نقرأها. فلابد من أن يكون الفرد واعي تمامًا من المصادر والمقالات والآراء التي يتلقاها.

وتم ختم الندوة المُثرية بسؤالين من دكتور رامي:

1.    كيف استطاعنا التعامل مع أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية؟

استجاب دكتور هشام الحلبي قائلًا أن القوات الجوية المصرية قامت بالتغلب على العديد من أسلحة العدو القوية، ألا وهي الدفاع الجوي المحترف لإسرائيل، والحرب الألكترونية. وذلك من خلال التدريب الجيد المحترف للقوات الجوية المصرية، وعدم الانكسار، فضلًا عن عدم قدسية الصحف الأعلامية الغربية.

2.    ماذا عن روح التضمان الوطني العربي في أعقاب حرب أكتوبر؟

أبرم اللواء هشام الحلبي على وقوف الوطن العربي وتضامنه بجانب مصر، والدليل على ذلك حرب النفط، حيث قطعت الدول العربية البترول والنفط على الدول المعادية. وأضاف أنه كان أروع تضامن.

خلاصًة، لقد قدم لنا لواء طيار. أ.ح. دكتور/هشام الحلبي العديد من التوصيات والنصائح خلال الندوة، وتُعد هذه النصائح هي الإجابة على ما الذي يمكن أن يستفاد منه طلاب كلية الاقتصاد والعلوم السياسية من هذه الندوة:

-       البحث العلمي والأسلوب العلمي.

-       الضغط في الوقت.

-       عدم الانكسار.

-       عدم تقديس الغرب (يخطئون ايضًا).

-       نقص الإمكانيات ليس عائق للنجاح.