logo

الأخبار

الأخـــــــبار


تغطية ندوة الهجرة غير النظامية

     لا يخفي علينا انحصار حوادث الهجرة الغير شرعية مؤخرا بسبب الجهود التي قامت بها وزارة الهجرة المصرية بداية من 2016 وعلى مدار الأعوام الماضية ما ساعد على عدم وجود أي حوادث لهجرة غير شرعية في تلك الفترة لكن ظهرت مؤخرا حادثة غرق 11 شاب من محافظة الدقهلية على متن مركب إلى إيطاليا في رحلة هجرة غير شرعية ما دعا وحدة بحوث الهجرة التابعة لمركز الدراسات المالية و الاقتصادية بالكلية و بالتعاون مع وزارة الهجرة المصرية إلى عقد حلقة نقاشية حول موضوع" الهجرة الغير نظامية و كيفية التصدي لها". أقيمت الندوة صباح يوم الخميس 2 سبتمبر عبر تطبيق zoom و ادارت الحلقة الدكتورة عادلة رجب مدير مركز دراسات الهجرة ويتحدث في الندوة كل من السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة المصرية, الدكتور محمود السعيد عميد الكلية, الدكتورة هبة نصار أستاذ الاقتصاد بالكلية, الدكتور أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع , الدكتورة أماني مسعود أستاذ العلوم السياسية و الدكتور أيمن زهري الخبير في دراسات الهجرة.

    بدأت الندوة بمقدمة من الدكتورة عادلة رجب مدير مركز دراسات الهجرة بالحديث عن خطورة موضوع الهجرة الغير نظامية وما بذلته الدولة من جهود في محاولة مواجهة هذه القضية الخطيرة خاصة بعد الحادث الأخير و الذي راح ضحيته 11 شاب مصري وقالت إن غرض الحلقة هو محاولة التوصل إلى حلول واقعية وعملية لهذه القضية وقد انقسمت الحلقة الي كلمة العميد الافتتاحية تلاها كلمة السفيرة نبيلة مكرم و توالي الاساتذة من بعدها يوضح كل منهم شق مختلف في الأزمة فالدكتورة هبة نصار ركزت على الشق الاقتصادي للقضية والدكتور أحمد زايد وضح البعد الاجتماعي للقضية بينما نظرت الدكتورة أماني مسعود للموضوع من الجانب السياسي و اخيرا جاء الدكتور ايمن الزهري ليشرح الجانب العملي للقضية , جاء بعد ذلك تعليق المشاركين بالندوة و في النهاية مناقشة السفيرة نبيلة مكرم للأفكار التي تم طرحها بالندوة و الكلمة الختامية للعميد.

   بداية القى السيد الدكتور محمود السعيد عميد الكلية الكلمة الافتتاحية و التي شكر فيها الوزيرة علي دعوتها لمناقشة هذا الموضوع الشائك ثم تحدث في إيجاز عن أسباب تلك الظاهرة من عوامل جاذبة و عوامل طاردة بكل محافظة.

   تتحدث من بعده السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة لتوضح أن سبب الندوة هو حرص سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي مناقشة أي ظاهرة من كافة الجوانب المتاحة ثم بدأت باستعراض انجازات الدولة في هذا الصدد حيث اشارت انه في عام 2016 لم يخرج و لا مركب هجرة غير شرعية خارج حدود البلاد , في 2019 طرحت الدولة مبادرة "مراكب النجاة" لتعاون المهاجر و توضح عدم رفضها لفكرة الهجرة إنما فكرة الهجرة الغير شرعية ثم جاءت مبادرة "حياة كريمة" لتهتم الدولة بإعادة تأهيل قرى الريف المصري : المصدر الأساسي للهجرة الغير شرعية , كما عرضت الوزيرة جهود تعاون الوزارة مع وزارة التجارة والصناعة لتشجيع الشباب على استخدام الأموال التي يصرفها في عملية الهجرة الغير شرعية في المشروعات الصغيرة والمتوسطة في بلده و اخيرا بدأت الوزيرة توضح أسباب عودة تلك الظاهرة من وجهة نظرها والتي قد تتمثل في عدم رضا اصحاب البزنس الخاص بسفر الشباب لأنه وقف تلك الهجرة معناه توقف عملهم , و يدخل في الموضوع البعد الأمني و هو ما وصفته الوزيرة بالتشكيك في جهود الدولة و اخيرا انهت الوزيرة كلمتها بتثمين تلك الندوة والآراء التي تستعرضها.

   بداية الحديث مع الدكتورة هبة نصار و التي استعرضت الجانب الاقتصادي و وضحت ان الدافع الاساسي وراء الهجرة غير الشرعية هو الدافع الاقتصادي مثل البطالة وفرص العمل وأوضحت أن المشكلة تكمن في فكرة المقارنة : أن من يسافر و ينجح رغم العقوبات التي تواجهه يكون محفز لغيره للسفر الذي إذا وجد اجراءات الهجرة الشرعية معقدة يلجأ للهجرة الغير شرعية, كما اوضحت ان المشكلة ايضا تكمن في حاجة الدول الأوروبية أو المستقبلة إلى العمالة الغير النظامية وهو ما يشجع الشباب في الريف المصري السعي وراء تلك الفرص , و اخيرا ختمت الدكتورة هبه كلمتها بتوصيات تساعد على التصدي للظاهرة و قسمتها على الثلاث مستويات: الدولي , الإقليمي و المحلي , على المستوى الدولي فالتصدي لتلك القضية يحتاج لتكاتف الجهود الدولية وعلى المستوى الإقليمي أوصت بإنشاء مراكز بحثية و مراصد لدراسة تلك الظاهرة و على المستوى المحلي أوصت بضرورة إنشاء مراكز أبحاث الأسرة و الاهتمام بدور الجمعيات الأهلية.

    يأتي من بعدها الدكتور أحمد زايد و الذي ركز على الجانب الاجتماعي من القضية والذي يمكن تلخيصه في فكرة "ثقافة الهجرة" و التي تصف تمحور فكرة الهجرة في عقل المواطن لذلك وصف تلك الظاهرة بأنها ظاهرة متشابكة مع عدة عوامل و لا يمكن دراستها بشكل مستقل , واوضح ان من آثار تلك الظاهرة سنجد مشكلات التكيف التي يعاني منها المهاجرون إلى مجتمعات مختلفة تماما عن مجتمعاتهم  إلى جانب مشكلات الزيادة السكانية التي تعاني منها الدول المستقبلة , و في نهاية حديثه اوضح الدكتور ان من الحلول المطروحة نجد الاهتمام بالحلقات النقاشية التي تهدف إلى خلق ثقافة جديدة بدل من ثقافة الهجرة.

     ثم تحدثت الدكتورة أماني مسعود و التي شرحت أن التعامل مع تلك القضية بشكل صحيح يأتي من خلال فهم رؤية الدولة للمهاجر هجرة غير شرعية : هل تراه الدولة كمجرم و تلومه هو على ظروفه أم تراه كضحية للظروف التي يجب تغييرها أو تراه الدولة لا كمجرم و لا كضحية انما كشخص فكر في حل مشكلته بطريقة مبتكرة حتى و ان كانت غير قانونية؟ وترى الدكتورة أماني أن هذا النوع من الهجرة يأتي نتيجة أزمة الثقة والانتماء التي يعاني منها المواطن المصري وفي رأيها أن تلك الظاهرة شكل من أشكال الحرب الغير معلنة على الدولة والمجتمع وقد شرحت أن لتلك الهجرة ثنائيات مفارقة فنجد ثنائية الغرق و النجاة : في الوقت الذي يغرق فيه البعض , ينجو البعض الاخر و اخيرا ختمت الدكتورة كلامها ان التصدي لتلك الظاهرة يحتاج تحديد نظرة الدولة للمهاجر و يحتاج تغيير ثقافة الهجرة.

    اخيرا ياتي الدكتور ايمن الزهري ليثمن مشاركات الاستاذة و يوضح اهمية الدور الاعلامي في رسم الصورة الصحيحة للهجرة الغير شرعية و قد اوضح ان موجة الهجرة الحالية الى الدول الأوروبية تشبه إلى حد كبير فكرة الهجرة العمالية إلى دول الخليج من أجل تحصيل الأموال ثم العودة الى مصر و ليست بغرض الاستقرار في الخارج, كما اوضح ان "ثقافة الهجرة" كما شرحها الدكتور أحمد زايد منتشرة في الريف المصري و مع ذلك ليس كل من يعاني من مشكلات اقتصادية يلجأ للهجرة وقد أكد الدكتور علي اهمية عنصر المصارحة في حل الأزمة : مصارحة الدولة لمواطنيها بالوضع و كيفية تعاملها معه.

   في نهاية الندوة ,علقت الدكتورة عادلة علي مشاركات الاساتذة و تلقت بعض التعليقات بين مؤيد و معارض للأفكار التي تم طرحها و اخيرا علقت السفيرة علي كل ما تم تداوله في الندوة وأكدت أن الدولة لا تلوم الضحايا كما أكدت علي ضرورة اجراء الابحاث الميدانية لفهم طريقة تفكير الشباب واخيرا شكرت المركز والأساتذة المشاركين .

   اخيرا ختم العميد الندوة بشكر السفيرة و شكر الأساتذة المشاركين و الدعوة الى حلقات أخرى مثمرة.