logo

الأخبار

الأخـــــــبار

ندوة عشر سنوات على أجندة الاتحاد الأفريقي 2063: الإنجازات والتحديات في مسيرة التنمية
 

                                                           

تحرير وترجمة هدى ندا

في يوم الثلاثاء الموافق 3 ديسمبر 2024, عقدت حلقة نقاشية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة تحت عنوان "عشر سنوات على اعتماد أجندة الاتحاد الأفريقي لعام 2063: النجاحات والإخفاقات" أدارت الحوار أ.د  هالة الرشيدي أستاذ مساعد العلوم السياسية والقانون الدولي ومدير مركز البحوث والدراسات السياسية, باستضافة الأستاذ الدكتور محمد عاشور مهدي أستاذ العلوم السياسية بكلية الدراسات الإفريقية العليا بجامعة القاهرة والسفير نادر فتح العليم سر الختم رئيس الوفد الدائم للاتحادي الإفريقي لدى جامعة الدول العربية.
استهلت الدكتورة هالة الرشيدي بتقديم كلمة شكر للحاضرين ثم بدأت بكلمة الأستاذ الدكتورة حنان محمد علي القائم بأعمال عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية, والتي بدورها شكر الحاضرين ورحبت بكل من أ.د على الدين هلال أستاذ العلوم السياسية وعميد الكلية ووزير الشباب الأسبق والسفيرة ليلى بهاء. وأشادت بالذكر الأستاذ الدكتور عبد الملك عودة أستاذ العلوم السياسية وعميد الكلية الأسبق رحمه الله والذى تم تأسيس كرسي بحثي باسمه في إطار التعاون بين الكلية ومؤسسة كمت بطرس غالى للمعرفة والسلام وذلك عرفانا بالجميل للأستاذ الراحل عبد الملك عودة. أشارت الى أنشطة الكرسي البحثي والتي منها إقامة الندوات وتنظيم الفعاليات والمسابقات في مجال الدراسات الإفريقية والتي يشرف عليها الأستاذ الدكتور على الدين هلال والدكتورة هالة الرشيدي.

بعد مرور عشر سنوات على اعتماد أجندة 2063 والتي أطلقها الاتحاد الإفريقي أثناء الاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس منظمة الوحدة الإفريقية. تحمل الأجندة شعار" إفريقيا التي نريدها" والتي تتطلع للكثير من الأهداف من بينها القضاء على الفقر, تحقيق التنمية المستدامة, العدالة, وغيرها. وهنا تأتى الحاجة لدراسة الإنجازات التي تحققت ومعرفة المعوقات التي واجهت تحقيق الأهداف وسبل التغلب عليها
بدأ الدكتور محمد عاشور مهدي حواره بتقييم الخطة العشرية للأجندة، حيث تناول أسئلة أساسية مثل: ما هي الأجندة؟ وما الهدف منها؟ وكيف سيتم تنفيذها؟ وما هي التحديات التي تواجهها؟
الأجندة هي استراتيجية تنموية خماسية تمتد على نحو خمسين عاما ابتداءً من 2018 الى 2063. الأجندة مقسمه الى خمس مراحل; الخطة العشرية الأولى 2014-2023, الثانية 2024-2033, الثالثة, والرابعة والخامسة كل عشر سنوات. تم وضع الأجندة لتدارك ما عانت منه التجارب السابقة في القارة الأفريقية والبناء على النجاحات التي تحققت في البعض منها.
عرض الدكتور محمد مهدى الطموحات والتطلعات السبع للأجندة: افريقيا مزدهرة, قارة متكاملة ومتحدة سياسيا, قارة يسودها الحكم الرشيد والديموقراطية, قارة تنعم بالسلم والأمن, قارة ذات هوية ثقافية وقيم وأخلاق مشتركة, قيادة مواطنية, تمكين إفريقيا من لعب دور اساسي وان تكون شريكا عالميا مؤثرا وقويا. وبنائها على تلك الطموحات وضع عشرون هدفا تسعى الاجندة لتحقيقهم. وضع اثنا عشر برنامج ومشروع لتكون قاطرة لتحقيق الأهداف ومن ثم الاستراتيجية. اتسمت الأهداف بطموح كبير فمن هذه الأهداف تكوين جامعة افتراضية الكترونية أفريقية, اسكات صوت المدافع, استراتيجية أفريقية للفضاء الخارجي وغيرها.

تم وضع أربع مؤشرات لتقييم الخطة العشرية الأولى: مدى التوافق, مدى التناسب, الفاعلية والكثافة. اما عن مدى التوافق فكانت تتوافق الأهداف والبرامج مع خطة التنمية الوطنية. ولكن في إطار استجابة تلك البرامج والأهداف للخصوصية المتعلقة بكل دولة ثم ضعف حيث وضعت الخطة في إطار عام لم يراعي خصوصية بعض الدول وهذا ما يفسر تفاوت الأداء ما بين الشمال والجنوب من جهة وما بين الشرق والغرب من جهة أخرى. وكان بعد إدراك أهمية الاجندة عاليا. اما عن مدى التناسب بين أهداف الأجندة والاستراتيجيات الأخرى, فكانت الأهداف التي وضعت تتناسق مع أهداف التمية المستدامة والأولويات الخمس التي نص عليها برنامج مجموعة البنك الإفريقي للتنمية. اتسمت المعاير الموضوعة للكفاءة بالضعف. إجمالا كانت النتائج المتعلقة بالفعالية وجد تحقيق عشر مؤشرات بصورة فاقت التوقعات وكان ذلك فى مجالات التجارة الحرة وتعزيز البنية التحتية وزيادة الوعى بالأجندة على المستوى السياسي, ثلاثون مؤشرا وقع في الأداء الجيد وكان ذلك في مجالات الصحة والتغذية والتعليم والتكنولوجيا وبعض جوانب الأمن والسلام, ستة عشر مؤشرا في الأداء الضعيف وثلاثة مؤشرات في الأداء السلبى مثل اسكات المدافع على الساحة الإفريقية والتغير المناخي وإدارة الموارد الطبيعية والفقر وعدم المساواة.
وانهى الدكتور محمد مهدى حوارة عن أهمية الاجندة أن عشر سنوات لم تكن كافية للحكم على ما حققته نظراً لصعوبة تحقيق بعض الأهداف التي تتطلب المزيد من الوقت.
بدأ سعادة السفير نادر فتح العليم بكلمة شكر للحاضرين ثم أخذنا معه لرحلة فيها يتم التحدث عن الجانب العملي لتنفيذ الأجندة. موضحا الطموحات السبع للأجندة. أخبرنا ان الأجندة بنيت على أساسين مهمين وهم مساعدة الدول الإفريقية للخروج من الاستعمار, والتعاون الاقتصادي على أدنى حدوده minimal economic integration. المجموعات الاقتصادية مثل مجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبيةSADC  والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا ECOWAS. والتي كانت ساعدت في تنفيذ موضوع التجارة الحرة تنفيذ فعلى على أرض الواقع. كما أشار الى أهمية عدم استخدام المصطلحات التي ابتدعها الغرب كمصطلح جنوب الصحراء وشمال الصحراء مشيرا ان إفريقيا كتلة واحده ويجب أن تعامل ككتلة واحده. كان من أهداف الأجندة في 2018 هو حرية الحركة، حيث كان الطموح للوصول الى جواز إفريقي موحد، يسمح لمن يحمل هذا الجواز الإفريقي بدخول العديد من الدول الإفريقية بدون تأشيرة وهذا ما يدعى بالبرامج الاندماجية الإفريقية. تحدث عن الحكم الرشيد والديمقراطية وتطبيق عقوبات على الدول التي يحدث بها مخالفات للنظام الدستوري وتغيير الحكم وهو ما يدعى ب" التعديلات الغير دستورية" unconstitutional change . ثم أكمل حديثه عن برامج الزراعة والذي يسعى الى منع تصدير المواد الخام الإفريقية واستخدامها في التصنيع بدلا من ذلك حيث أن إفريقيا تقوم بإنتاج خمس وستون بالمائة من الكاكاو الخام ولكن لا تنتج الشوكولاتة، وتنتح أكثر من سبعون بالمائة من المطاط لكن لا تنتج عجلات، وتنتج أكثر من ثمانين بالمائة من الصمغ العربي والذي يدخل فيما يفوق التسعين في المائة من صناعات العالم، ولكن إفريقيا ليس لديها الصناعات الخاصة بها. أضاف ان أعمار الأمم لا تقاس بالسنين بل بالأجيال، فعشر سنوات لا تمثل شيئا وأن إفريقيا التي نريد تمتد الى 2063 لسببين؛ الأول هو الشباب، فالأجندة تعول على الشباب في تنفيذها وتقوية الشباب أحد اقوى البرامج على المستوى الإفريقي. والسبب الثاني هو مناصرة المرأة فالمرأة هي عماد هذه القارة. أنهى كلامه بتمنيه لنا رحله سعيدة مع إفريقيا والتي لم يتم الهبوط منها الا بعد تحقيق الآمال المرجوة.

فتحت الأستاذة هاله باب الأسئلة وكانت من أبرز الاسئلة السؤال حول إذا كان هناك أنشطة تدريبية للشباب بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي؟ وتم الإجابة على السؤال من قبل سعادة السفير مشيرا انه يوجد بالفعل برنامج للشباب يدعى الشباب المتطوع youth volunteer  ولكنه للخرجين وليس الطلبة. وحين تم السؤال عن السبب حول انه رغم وجود مواد خام لكن إفريقيا لا تنتج؟ اجاب السفير نادر فتح العليم بان إفريقيا تنتج بالفعل ولكن ليس لديها آليات الإنتاج التي توصل القارة لحالة من الرفاهية ولا تستطيع ان تنتج بنفس جودة الدول الغربية فدعي الى تشجيع المنتج الإفريقي.
ثم شكرت الدكتورة هاله الحاضرين وأنهت الحلقة.