تحت شعار "بالوعي مصر بتتغير للأفضل" و في إطار
تنفيذ مبادرة الوعي للتنمية المجتمعية نظمت جمعية المنتدي
الاستراتيجي للتنمية و السلام الاجتماعي بالتعاون مع كلية
الاقتصاد و العلوم السياسية بجامعة القاهرة ندوة بعنوان " أسرة
صغيرة لحياة أفضل" و ذلك في يوم الثلاثاء الموافق ١٦ ابريل
٢٠٢٤ الساعة ١٢ ظهرا بقاعة ساويرس بكلية الاقتصاد و العلوم
السياسية، تحت رعاية السيدة الدكتورة نيفين القباچ وزيرة
التضامن الاجتماعي ، الأستاذ الدكتور محمد الخشت رئيس جامعة
القاهرة، و تحت إشراف أستاذة الدكتورة حنان محمد علي القائم
بأعمال عميد كلية الاقتصاد و العلوم السياسية بجامعة القاهرة.
تبدأ
الندوة بآيات قرآنية من الذكر الحكيم يتلوها الطالب محمد احمد
المقيد بالفرقة الرابعة، أعوذ بالله من الشيطان الرچيم، بسم
الله الرحمن الرحيم (أَلَمۡ نَشۡرَحۡ لَكَ
صَدۡرَكَ وَوَضَعۡنَا عَنكَ وِزۡرَكَ ٱلَّذِيٓ أَنقَضَ
ظَهۡرَكَ وَرَفَعۡنَا لَكَ ذِكۡرَكَ فَإِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ
يُسۡرًا إِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ يُسۡرٗا فَرَغۡتَ
فَٱنصَبۡ وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَٱرۡغَب) صدق الله العظيم. {سورة
الشرح: ١-٨}
ومن ثم يبدأ السلام الجمهوري لجمهورية مصر
العربية، يعقبه ترحيب أ.د. حنان محمد علي للحاضرين والمتحدثين:
1.
أ.د./ محمد سامي عبد الصادق نائب رئيس جامعة القاهرة
2.
الكاتبة الصحفية د/ سامية أبو النصر مدير تحرير الأهرام وأمين
المنتدى الإستراتيجي ومنسق عام برنامج وعي عن جمعية المنتدى
الإستراتيجي
3.
اللواء أ.ح./ مجدي شحاتة مساعد وزير الدفاع الأسبق وعضو مجلس
إدارة المنتدى الإستراتيجي
4.
أ.د./ مايسة شوقي رئيس المجلس القومي للسكان الأسبق
5.
أ.د./ هبة نصار الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية
6.
أ.د./ عمرو حسن مستشار وزير الصحة والسكان (أستاذ النساء
والتوليد)
7.
اللواء د./ عزت الشيشيني مستشار المركز الديموغرافي السابق
تشير أ.د. حنان محمد علي ان برنامج وعي، هو
بمثابة ثورة ثقافية في مجالات كثيرة، مثل الزواج المبكر، ختان
الإناث والأهم هو زيادة السكان في الدولة، حيث تمثل عبء علي
الدولة وتستنزف مواردها، تلتهم جهود التنمية وتؤدي إلى تقليس
رقعة الأرض الزراعية. فلكي يشعر الانسان بالرفاهية الاقتصادية
يجب ان يكون معدل النمو الاقتصادي أكثر من معدل نمو السكان.
تذكيرا برؤية مصر ٢٠٣٠ كنقطة ارتكاز للتنمية الشاملة في
المجالات الاقتصادية والبيئية والاجتماعية، واهدافها
الاستراتيجية التي تتركز علي جودة الحياة ومستوي المعيشة ومن
ثم القضاء على الفقر، ذلك يتم من خلال ضبط معدلات النمو
السكاني. نحتفل بانخفاض معدل النمو السكاني بنسبة ٤٦٪ ليصل إلى
١،٤٪، وذلك الي جانب انخفاض معدل المواليد في بعض المحافظات،
وانخفاض معدل الإنجاب، وذلك يدل علي نجاح السياسة السكانية.
ثم بدأت الكاتبة الصحفية د. سامية أبو النصر
بالتأكيد على هدف الندوة وهو تغيير بعض المفاهيم المجتمعية مثل
"العزوة"، التقليص من دور المرأة في أسرتها وفكرة تقسيم دخل
الفرد على ٥ أطفال ام طفلين، لتوضح قائلة: "إحسبها صح".
توضح
أيضا ان تصرفات الكبار مسؤولية، فهي توثر في تكوين سلوكيات
وشخصيات الصغار. فعندما يزداد عدد السكان أكثر من معدلات النمو
الاقتصادي يظهر معه مشكلات مثل الفقر، الأمية، العشوائيات،
البطالة، ظاهرة أطفال الشوارع وبالتأكيد الزواج المبكر الذي
يهدر حق وصحة المرأة ويؤدي لتوارث للفقر المزمن، مؤكدة ان جميع
الأديان السماوية حثت على تنظيم الأسرة. فقد اشارت د. سامية
ان الحل الوحيد لمواجهة حروب الجيل الخامس التي تتركز على
الإشاعات والتفكك المجتمعي والأسري، هو الوعي المجتمعي المستمر
والشعور بالمسؤولية العامة، شاكرة الدكتورة نيفين القباچ وزيرة
التضامن الاجتماعي على مجهوداتها المستمرة في هذا المجال
ومؤكدة على دور شباب مصر في تغيير وطنهم للأفضل ومواجهة
التحديات.
وفي إطار نشر الوعي تم عرض فيلم "٢ كفاية" من
إنتاج المنتدى الإستراتيجي والذي يوضح جهود وسياسات الدولة
بالاشتراك مع كافة الجهات المعنية لحل مشكلة الزيادة السكانية
والحث على تنظيم الأسرة، عن طريق مبادرات وحملات نشر الوعي
والثقافة التي تجوب جميع محافظات مصر تحت شعار "الوعي = حياة".
يهدف هذا الفيلم القصير إلى توصيل رسالة أن الاكتفاء بإنجاب
طفلين هو الحل الأمثل لوطنك ولمستقبل أبنائك.
ثم يعقبه كلمة د. هبة نصار موضحة أهمية هذه
المشكلة من منظور علمي واقتصادي حيث اشارت الي تاريخ المشكلة
منذ الثورة الصناعية ونظرية الحاجات الأساسية لكارل ماركس وهي
توفير لكل شخص الحد الأدنى من المسكن، الغذاء والملبس.
ونظرية التنمية البشرية التي تقسم الدول علي
حسب مؤشرات التنمية ومن ثم توضح خلل النمو الاقتصادي الدول
الذي يظهر في شكل نمو اقتادي مرتفع بدون تنمية حقيقية للبشر.
فيجب ان يتم التركيز على نوعية وجودة تنمية البشر الموارد
والتي تم العمل عليها من خلال أهداف التنمية المستدامة التي
تركز على مجالات مختلفة وليس فقط التنمية الاقتصادية.
اضافت أيضا أهمية تحقيق تنمية الفرد وذكرت بحث
عن الهبة الديموغرافية وهي إذا حدث انخفاض في معدل الوفيات
وانخفاض في معدل المواليد ستتركز الفئة العمرية للسكان من ١٤
الي ٣٠ سنة، وهي فئة الشباب التي تعول باقي افراد المجتمع
الاخرين والتي كانت مصر وبعض الدول على وشك تحقيقها، ولكن بسبب
الإضرابات السياسية في ٢٠١٠-٢٠١١ ارتفع معدل المواليد بنسبة
كبيرة. ولكن جهود الدولة مستمرة في اعادة التوزيع الجغرافي
ومشروعات البنية الأساسية، المدن الجديدة والتوسع في الرقعة
الزراعية. ثم انهت كلماتها بالتأكيد على دور الشباب واقتناعهم
ووعيهم لإصلاح هذه المشكلة.
ثم نقلت الكلمة ل د. مايسة التي ذكرت دور
الشباب في نشر المعلومات الواعية الصحيحة للآخرين.
ثم اشارت ان الاسرة مصرية هو كيان الدولة ويجب
تكونه واستمراره على أسس صحيحة ومنظمة، فإن التخطيط للأسرة هو
نواة المجتمع وذلك يبدأ بالتخطيط المادي وتخطيط الانجاب، لتجنب
حالات الطلاق والتفكك الاسري.
وضحت د. مايسة ان هناك العديد من البرامج
الوزارية مثل " سنة اولي جواز" الي جانب برنامج وعي، لمعرفة
اسس الحياة الاسرية الصحيحة المتكاملة، بدون عنف في التواصل،
او جسدي، لفظي او اقتصادي، والذي يضمن مستقبل أفضل للأولاد.
المشاكل التي تعوق كيان الأسرة الصحي والتنمية
المجتمعية هي الأمية، الإهمال في صحة المرأة وتعليمها، زواج
الأطفال وختان الإناث، البطالة. تكاتف الشباب والتعليم المستمر
يساعد على محاربة الأفكار الثقافية الراجعية السلبية.
ثم بدأ د. عمر موضحا ان مشكلة الزيادة السكانية
ليست مشكلة مساحة وعدد فقط، ولكن هي مشكلة موارد وذلك مبدا
مشروط بالنسبة والتناسب، فزيادة السكان تلتهم نصيب الفرد من
الموارد المخصصة له. يتم تحليل مشكلة تعدي عدد السكان على قدرة
الدولة عن طريق فهم الكم، الكيف، التكدس، التداين، موضحا انها
مشاكل تترتب على بعض وحلهم متشابك.
ولذلك يجب ان نستغل ثروة مصر وهي موجودة فوق
الأرض، الشباب، وذلك يتم بالتخطيط للأسرة وخطوات الحياة.
بعد ذلك اعطي اللواء أ.ح. مجدي شحاتة كلمته عن
قوة الدولة الشاملة وهي السكان، التي يمكن النظر اليها كنقطة
قوة او ضعف، تكون قوة إذا تم استغلالها في العلم والصحة
والثقافة للتنمية البشرية السليمة. ثم أكد على تحديات الخارجية
والداخلية لمصر ومن ضمنها حل مشكلة التعداد السكاني، استقرار
مصر داخليا يضمن استقرار المنطقة العربية بأكملها، ولكي يتحقق
ذلك يجب دعم الشباب بالوعي المجتمعي، التثقيف والمهارة. مواطن
صالح يعني أسرة صالحة تعني مجتمع صالح.
قبل نهاية الندوة تم عرض فيلم بعنوان "جوازها
قبل ١٨ يضيع حقوقها" من إنتاج المنتدى الإستراتيجي، ونص على
حقوق الفتيات والسن القانوني للزواج. فيشترط زواج الفتاة على
النضج العقلي، العاطفي والبلوغ لكي تكون من أهل الإذن، لعدم
إهدار حقها وحمايتها من أي اضرار. تترسخ المعتقدات الرجعية
الموروثة ف إطار مجتمع ذكوري، نتيجة إلى ذلك مشاكل صحية
وقانونية شتي.
وفي النهاية اختم الندوة اللواء د. عزت
الشيشيني موضحا بالأرقام حجم مشكلة السكان، فإن مصر هي الأولي
على الوطن العربي من حيث عدد السكان، ثالث أكبر دولة في
افريقيا وفي المركز ال١٤ على العالم. أشار أيضا للأهمية
المشكلة العاجلة لتجنب مستقبليا ما لا يحمد عقباه، حيث تواجه
الدولة هذه المشكلة من الخمسينيات. مشاكل مثل البطالة وغلاء
الأسعار تنتج بشكل كبير من كثرة السكان، ممثلة عبء علي الدولة.
تسعي الدولة لإدارة الموارد البشرية ولمواجهة السكان الجدد عن
طريق استراتيجيات سكانية لتخفيض الإنجاب، ولكن نتائجها محدودة.
وأكد وجوب مخاطبة الفئة المعنية والمعرضة لهذه المشكلة بشكل
أكبر، على نطاق أعمق وبأفكار خارج الصندوق.
تحرير: فريدة محمد
الفرقة الثانية-علوم سياسية-الشعبة الفرنسية