logo

الأخبار

الأخـــــــبار

من الكلية إلى الخارجية: طلاب كليتنا العريقة على أبواب الدبلوماسية المصرية
 

تغطية: أشرقت الإمام

 

يوم الثلاثاء الموافق السابع والعشرون من فبراير لعام 2024 عُقدت ندوة بـعنوان "من الكلية إلى الخارجية" حاضر فيها معالي السفير/ محمد العرابي بحضور تسعة من أبناء كلية الاقتصاد والعلوم السياسية الذين أصبحوا الدبلوماسيين الجدد بوزارة الخارجية، لكي يشاركوا تجاربهم ورحلتهم منذ أن كانوا طُلابًا يدرسون بالكلية حتى وصلوا إلى الخارجية المصرية.
بدأت الندوة بكلمة افتتاحية من الأستاذة الدكتورة / حنان محمد علي – القائم بأعمال عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية – حيث أعربت عن فخرها بأن 9 من أصل 51 ملحق دبلوماسي أي أن 20 بالمئة من إجمالي الملتحقين هم خريجي الكلية، وكونها نسبة جيدة جدًا ومشجعة نظرًا أن المنافسة تكون على مستوى جمهورية مصر العربية بأكملها مع تمنيها بارتفاع تلك النسبة في الأجيال القادمة.
بعدها سمعنا كلمة السفير/محمد العرابي الذي أعرب عن حبه لتلك المناسبة من كل عام لأنها مناسبة ذات طبعٍ خاص ومميز، ففي تلك المناسبة نجد ثمار جهد سنوات منذ أيام الكلية وحتى لحظة القبول، فهي مرحلة مليئة بالمحاولة، الصبر، والإصرار على الوصول إلى الحُلم. وأكد السفير على أن خُمس الملتحقين هم من خريجين الكلية دليلٌ على المستوى الأكاديمي الراقي، فاجتياز الامتحانات هو ليس بالأمر السهل، لأن هناك عدة مراحل يمر بها المُتقدم من اسئلةٍ تحريرية وشفهية حتى يتم قبوله. فتتنوع الأسئلة بين التاريخ، السياسة الدولية، القانون الدولي، الاقتصاد السياسي، اللغات من بينهم اللغة العربية، اللغة الأولى واللغة الثانية مثل الفرنسية، الألمانية، الإيطالية وغيرهم الكثير. وقد يظن البعض أن الأسئلة محدودة فقط في النطاق الأكاديمي، لكنها متنوعة لدرجة أنها تشمل أسئلةً في الفنون والأدب؛ لأن الدبلوماسي المصري يجب أن يتحلى بالمعرفة المتنوعة واللباقة وليس فقط العلم الأكاديمي.

أوضح السفير عرابي أن ظن البعض بأن العمل كدبلوماسي هو أمرٌ خالي من العيوب أنه ظنٌ خاطئ. فمع كل المميزات التي تُصاحب المهنة، تأتي المسؤوليات لأن ضغط العمل بطبعه ليس بأمرٍ سهل بل سيعتمد على السرعة والدقة لكنها مع ذلك تعطيك أسلوب حياة مختلف ونظرة جديدة للحياة لكثرة التنقل والتعرض لتجارب متنوعة. أختتم كلمته بدعوة طلاب كلية الاقتصاد والعلوم السياسية لاستغلال الفرص التي تقدمها لنا الكلية وعصرنا الحالي الذي يتيح مختلف مصادر المعرفة والتعلم ووجود الأساتذة المتعاونين مما يخلق فرصة أكبر لطلاب كليتنا في المنافسة بين المتقدمين من جميع أنحاء جمهورية مصر العربية.

بعد أن أنهى السفير عرابي كلمته، شارك كل ملحق دبلوماسي تجربته عن كيف بدء ورحلة الالتحاق بالخارجية المصرية. بدأت المشاركات مع (سلمى عدنان)، خريجة قسم العلوم السياسية لعام 2019. شاركت (سلمى) تجربتها في العمل الإنمائي وحصولها على شهادة الماجستير في الشؤون الخارجية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وأوضحت اهتمامها البالغ بالتنمية وخاصة تمكين المرأة وتيسير الانتقال إلى السوق الرسمي وأكدت على أنه من تجربتها في بلاد مختلفة وجدت أن خريج كلية الاقتصاد والعلوم السياسية يُبدي تميزًا واضحًا عن غيره وأوضحت مدى حبها للأكاديمية ورغبتها في تطبيق هذا عمليًا لذلك كانت الخارجية المصرية هي المكان الأمثل للتطبيق العملي. من ثم شاركت (لانا دراج) خريجة قسم العلوم السياسة لعام 2019، أوضحت (لانا) أفضلية طلاب كلية الاقتصاد والعلوم السياسية عن غيرهم من المتقدمين بسبب معرفتنا المُسبقة بالمواد الخاصة بالامتحان. وأكدت على أهمية الإصرار وعدم اليأس لأنه قد توفق في الامتحانات بعد عدة مرات وليس من الضروري أن تكون من المرة الأولى وأنه على العكس تمامًا، إن تكررت تجربة دخولك للامتحان فهذه ميزة لمعرفتك المسبقة بشكل الامتحان دونًا عن غيرك. وأوضحت أهمية معرفة اللغات خاصة العربية لأن التقييم ليس فقط على المحتوى وإنما يشمل طريقة العرض أيضًا.
تباعًا شاركت (سامية جمال) خريجة قسم العلوم السياسية تجربتها بالعمل في مختلف القطاعات الحكومية بمكاتب التعاون الدولي ومختلف الأنشطة التي عملت بها وهي لازلت في الكلية لكي تطور من مهارتها حتى تصل استطاعت أن تجتاز الاختبارات الخاصة بوزارة الخارجية. من ثم شاركت (الاء زين) خريجة علوم سياسية – لعام 2017 وهي تُعد أكبر الملتحقين بالدفعة الحالية. حال تخرجت (الاء) عملت بوزارة الشباب والرياضة وخاصة في برامج الشأن الافريقي وتلك التجربة هي التي دفعتها للتقدم للاختبارات بعام 2018 لأول مرة والتي لم تُوفق فيها لكنها حاولت للمرة الثانية ووُفقت؛ وكان السر في توظيف المعلومات بشكل صحيح في الإجابات. وأكدت على أن فكرة "خريجي كلية العلوم السياسية لن يجدوا وظيفة بعد التخرج" هي فكرة باطلة وأنها انتقلت بين العديد من الوزارات وكانت رحلتها حافلة بالتجارب والوظائف.
طرحت "أية أسامة" خريجة علوم سياسية لعام 2019، وأوضحت تجربتها في العمل الإنمائي قبل التحاقها بالخارجية في مختلف الوزارات كوزارة الاتصالات ومشاركتها في تمثيل مصر بالمحافل الدولية والمؤسسات التنموية وعملها على تخطيط وصميم شتى المشاريع في هذا القطاع. وأوضحت (أية) أن تحديد الأهداف والعمل عليها يبدأ منذ الالتحاق بالكلية حتى التقدم للاختبارات، وأن نبحث ونتوسع في مختلف المجالات بالبحث المستمر.
أضافت (رحمة خالد) خريجة قسم الاقتصاد لعام 2017، وهي تُعد ثاني أكبر مُلتحقة بالسلك الدبلوماسي لهذا العام. فواجهت (رحمة) تحدي كونها خريجة قسم الاقتصاد وأنها لم تدرس مواد كالقانون الدولي وغيرها من المواد التي يتم التقييم على أساسها في الامتحانات، لكنها درست الاقتصاد السياسي ومعرفتها بارتباط الاقتصاد مع السياسة ومعرفتها بأبعاد صُنع القرار هو من جعلها تلتحق بالخارجية. ونصحت الراغبين بالتقدم وتجربة الفرص المتاحة أمامهم منذ التخرج للالتحاق، مع الاستمتاع بكل خطوة في رحلة التقدم لأنها ستصبح ذكريات مميزة. شارك (زياد الطاهري) خريج قسم العلوم السياسة لعام 2019 وأكد على نقطة وجود العديد من فرص العمل لخريجي قسم العلوم السياسية وأثبتها بتجربته كمسؤول تعاون دولي بوزارة التنمية المحلية، وعمله بالجامعة الأمريكية ومراكز بحوث إستراتيجية وأختتمها بعمله بسفارة الهند حتى التحق بوزارة الخارجية كملحق دبلوماسي. وشارك تجربته وحلمه بالالتحاق منذ أن كان بالمدرسة، وتجربته في التقدم أكثر من مرة حتى وُفق فأكد على أن يتحلى المتقدم بالثقة والصبر. وأقترح (زياد) أن تقوم الكلية بندوات مستمرة لأثراء الطُلاب بالمعرفة وأن يتعرضوا لمعلوماتٍ أكثر عن وزارة الخارجية المصرية.
عرض (محمود مدحت) خريج قسم العلوم السياسية لعام 2021، وشارك (محمود) تجربته بالكلية وأهمية المعلومات التي نتلقاها بالكلية وأنها هي التي ساعدته في تخطي الاختبارات، وأشاد بتجربته في التدريب بالمعهد الدبلوماسي قبل التحاقه بالخارجية ومدى إيجابية التجربة في تحديد وجهته ومساره رغم تنوع تجربته العملية في المجال البنكي. وأخيرًا وليس أخرًا، أختتم (أحمد ناجي) خريج قسم العلوم السياسية – الشعبة الفرنسية لعام 2020 "ندوة من الكلية إلى الخارجية"، حيث شارك تجرته في قسم الدين الخارجي في وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية الذي بدوره ساعده بمعلومات وتجارب عملية بالتعامل مع مختلف الوزارات وقطاعات الدولة في تقدمه ونجاحه بالاختبارات.
"تعرف أنك مستعد لما تكون مش مستعد"، هذه مقولة أختتم بها (أحمد) كلمته وأوضح أن وجودنا بالكلية ليس بكفاية لنكون دبلوماسيين، بل يجب أن نُيقن أن هناك الكثير لتتعلمه لكي تُصبح دبلوماسي مصري، ولتُكمل تلك الرحلة وتصل، أيقن أنها رحلةُ صعبة ولا يُمكن أن تكون فردية، فشارك من تحبهم في الطريق.